تقدير موقف

ماذا يحدث في البصرة؟ أغنى محافظة عراقية..مسلحة وبدون ماء

في تأريخ 8 تموز 2018 اندلعت شرارة الاحتجاجات في محافظة البصرة التي تعد أغنى محافظة عراقية، اذ تشكل صادرات النفط من البصرة حوالي 80 % من اجمالي الناتج الكلي  للنفط في العراق، حيث عبر المتظاهرون عن سخطهم جراء الاهمال المقصود صوب محافظتهم، ومع تردي الخدمات، وانتشار البطالة بين أبناء المحافظة الغنية، و غياب أبسط مستلزمات العيش، ومنها انعدام وجود ماء صالح للاستخدام البشري، و رداءة الطاقة الكهربائية في المحافظة التي تتصدر أعلى نسبة درجة حرارة في عموم العراق، كل هذه الاوضاع لم تكن وليدة فترة قصيرة، اذ تعود المظاهرات في البصرة الى آب 2015، عندما شهدت المدينة اهمال كبير في جانب الخدمات في ذلك الوقت، بعد اعلان الحكومة المركزية في بغداد حالة التقشف وسياسة تقليص الانفاق بسبب الحرب على داعش، وفي الوقت نفسه كشف عن حجم الفساد الحكومي المتفشي في البصرة آنذاك، وبخاصة في ملف الخدمات. استمرت الاحتجاجات الشعبية كـتقليد سنوي للتعبير عن سخط سكان البصرة دون وجود آذان صاغية، في شهر شباط 2016 خرج المئات من أبناء البصرة ينادون بالمطالب ذاتها، وصولاً الى الاحتجاجات الاخيرة من هذا العام 2018، والتي امتدت شرارتها للمحافظات الاخرى مثل النجف، ميسان، ذي قار، كربلاء، و بغداد. مع استمرار الاحتجاجات، وحلول مناسبة(عيد الاضحى)، لم يقضي أهالي البصرة صبيحة العيد في الجوامع، بل في المستشفيات، حيث شهدت البصرة خلال أسبوع واحد (15000) حالة تسمم، بسبب تلوث المياه التي لا تصلح للشرب ولا تصلح لأي أستخدام بشري. وبحسب بيان شعبة الرقابة الصحية في البصرة بلغت نسبة التلوث الكيميائي في مياه المحافظة 100%، و نسبة التلوث الجرثومي 50%، وهذه السابقة الخطيرة لم تشهدها أيةِ محافظة عراقية من قبل. ووسط هذه الكارثة الانسانية التي تطال المواطنين في البصرة، نشهد مهاترات سياسية و تبادل التهم واللوم بين المسؤولين الحكوميين.