تقدير موقف

مشاهد مستقبلية للأزمة التشادية: خيارات الحرب والسلام

حادثة وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي في 20 نيسان/ أبريل 2021، متأثراً بإصابته خلال اشتباكات مع جبهة التغيير والوفاق (فاكت FACT)، تعد نقطة تحول مهمة وخطيرة بالنسبة الى تشاد، فهي وضعت هذا البلد أمام خيارات صفرية، ونكأت جروح سياسية وإجتماعية وإقتصادية وأمنية، ظلت تعاني منها البلاد منذ إستقلالها في العام 1960. وعقب موت إدريس ديبي نصبت مجموعة من جنرالات الجيش التشادي أبنه محمد رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي، المكون من خمسة عشر عضوًا، وأعلنت فترة حكم لمدة ثمانية عشر شهرًا قابلة للتجديد مرة واحدة. وقررت القيادة العسكرية الجديدة تنظيم حوارًا وطنيًا شاملاً قبل تسليم مقاليد السلطة للمدنيين من خلال انتخابات حرة ونزيهة. إنقضت الفترة الانتقالية الأولى دون تحقيق أي إختراق جوهري في القضايا الأساسية والمشكلات الوطنية المزمنة في تشاد.

تستعرض هذه المقالة الأوضاع في تشاد، و تحاول أن تقدم قراءة تحليلية حول تحولات تلك الأوضاع السياسية والاجتماعية والأمنية. فضلاً عن البحث في خلفيات الأزمة في ذلك البلد وتحديد مواقف الأطراف الفاعلة في تلك الأزمة حيالها. بالاضافة الى تحديد دور الفاعلين الداخليين والخارجيين في رسم ديناميكية الصراع بين القوى التشادية. وتطرح المقالة أيضاً تحليلاً إستشرافياً للسيناريوهات المستقبلية للحالة التشادية، وتداعياتها، على منطقة الساحل الافريقي. هذا الأسم مشتق من الأحرف الأولى لأسم هذه الحركة باللغة الفرنسية، وهو: " Front pour l’Alternance et la Concorde au Tchad"، وهي منظمة سياسية عسكرية معارضة لنظام الحكم القائم حالياً في تشاد. أنشأها المعارض التشادي محمد مهدي علي في مارس 2016 في (تانوا) شمال تشاد. وهنالك انتشار لبعض المجاميع من هذه الحركة المسلّحة المتمرّدة التشادية في ليبيا والسودان أو في مناطق حدودية بين تشاد وهذين البلدين. شنّت هذه الحركة في 11 أبريل/نيسان هجوماً على العاصمة التشادية نجامينا، قُتل خلاله رئيس تشاد السابق إدريس ديبي بعد 3 عقود أمضاها بالسلطة.