تحليل

السويداء وعودة الحراك الثوري، المسارات والاحتمالات

كانت العلاقة بين محافظة السويداء ونظام الأسد متأزمة منذ ستينات القرن الماضي، وذلك على إثر العلاقة المتوترة بين حافظ أسد من جهة، والضباط الدروز من جهة أخرى وعلى رأسهم سليم حاطوم.

ومنذ ثمانينات القرن الماضي كان يُمنع إحياء ذكرى وفاة سلطان باشا الأطرش الزعيم التاريخي السوري- الدرزي، وكذلك لم تنل السويداء أي اهتمام من النواحي الخدمية والاقتصادية، ونسبة البطالة فيها هي الأعلى مقارنة مع بقية المحافظات السورية، ويشكل "الموحدون الدروز" نسبة تقدر بـ 91% من سكان السويداء، بالإضافة إلى تواجد للسنة وتقدر نسبتهم بـ 6%، والمسيحيين بنسبة 3%، والموحدون الدروز عرقياً من العرب، كذلك السنة والمسيحيون في السويداء، كانت السويداء من أكثر المحافظات السورية التي تضم معارضين للنظام قبل 2011، وخاصة اليساريين والقوميين، مثل عائلة الشوفي التي عُرف عنها معارضتها للنظام، ومن أبرز معارضيها حمود الشوفي مندوب سوريا السابق لدى الأمم المتحدة في السبعينات، الذي اتهم حافظ الأسد علانية بأنه دكتاتور، ودعا في ثمانينات القرن الماضي لتشكيل حكومة في المنفى.

لم تكن السويداء من المدن السورية التي انضمت للثورة أو المدن التي ظلت موالية للنظام بشكل مطلق، بل انتهجت هذه المدينة سياسة الحياد الإيجابي بشكل عام، فمع بداية الأحداث في درعا انقسمت المحافظة إلى قسم مؤيد للثورة وخاصة الشباب، وقاموا بالعديد من المظاهرات المؤيدة لها، وقسم آخر كان مؤيد للنظام، وكانوا خاصة من الموظفين وأعضاء حزب البعث، والقسم الأكبر من أبناء المحافظة فضل الحياد، وتطور هذا الانقسام بعد ذلك حتى أصبح انقسام مجتمعي.