منشورات

تقييم مصادر الطاقة في شرق البحر المتوسط من وجهة نظر سياسة الطاقة الاسرائيلية

مازال شرق البحر الأبيض المتوسط محافظا على موقعه كمركز لمعادلة الحضارات. و هو يحافظ على هذا الموقع في موضوع الطاقة الت ي تعتبر من أهم احتياجات الحضارة في العصور الحديثة أيضا. و يعتبر البحر المتوسط و خاصة شرق البحر الأبيض المتوسط من أهم الطرق التجارية و المواصلات البحرية و خطوط نقل الطاقة. و قد أصبح في الفترة الأخيرة و خاصة بعد أن بدأت مصادر الطاقة و حقول الغاز تظهر واحدة تلو الأخرى اعتبارا من عام 0102 منطقة أجبرت فيها الدول على إعادة رسم سياساتها و استراتيجياتها في موضوع الطاقة.

تمتلك إسرائيل موقعا أساسيا في هذا التغير الجذري بسبب حقول الغاز التي اكتشفتها في سواحلها. ويعتبر موضوع التغيرات التي ستحصل في سياسة الطاقة الإسرائيلية موضع اهتمام بعد إعادة رسم سياستها واستراتيجيتها في موضوع الطاقة جراء اكتشافها لحقول الغاز وخاصة أن إدارة الطاقة في إسرائيل تعتمد بشكل كبير على استيراد الطاقة من دول أخرى. تعتبر إسرائيل من الدول التي تلعب دورا مهما في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط والعالم بشكل عام كما أنها بنفس الوقت تتأثر في تطبيق السياسات العامة للدولة بعدة عوامل مثل أمن الطاقة واستقرارها، وأسعارها، تأمينها، استهلاكها وانتاجها. بتعبير آخر، أحد أهم العوامل المؤثرة في اختيار إسرائيل لأي سياسة لتطبيقها هو الوضع الاستراتيجي و الجيوستراتيجي المرتبط بالخارج في موضوع الطاقة. و لهذا السبب فان التغير الذي سيطرأ على سياسة الطاقة الإسرائيلية سيتسبب بتغيير في السياسات الأخرى لديها بالإضافة الى تغيرات في الدول الأخرى التي ستتأثر من هذه السياسات.

من الواضح أن التغيرات في سياسة الطاقة الإسرائيلية لن تؤثر في الدولة الإسرائيلية ومنطقتها فحسب بل ستؤثر أيضا على دول أوروبا و روسيا و أمريكا أيضا. تهدف الدراسة الى إعادة تحليل سياسة الطاقة الإسرائيلية التي تغيرت جذريا في ضوء الاكتشافات الجديدة و اظهار الامتدادات المباشرة و غير المباشرة لهذه السياسة. و في هذا المنوال تم التوصل الى عدة استنتاجات حول التأثيرات التي يمكن لدول المنطقة مثل تركيا و اليونان و مصر أن تتأثر بها نتيجة السياسة الإسرائيلية الجديدة في مجال الطاقة أولا و التأثيرات التي يمكن أن تتأثر بها دول أوروبا و روسيا و أمريكيا نتيجة هذه التغيرات ثانيا.