منشورات

تأثير الأطراف الثالثة في العلاقات الصينية الإسرائيلية

مبادرة الحزام والطريق التي أعلنها رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ خلال زيارته لكازاخستان في عام 2013 أصبحت محوراً للسياسة الخارجية للصين. أمّا إسرائيل فهي تُعد الدولة المركزية التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط بديلاً عن مصر من أجل مبادرة الحزام والطريق. وفي إطار هذا المشروع هناك العديد من منشآت البنية التحتية الصينية في إسرائيل إضافة إلى شراء الصين عدداً من المصانع الإسرائيلية أو الدخول في شراكات معها. بالإضافة إلى ذلك تتمتع إسرائيل بأهمية خاصة بالنسبة للصين من حيث تنويع واردات الطاقة في الشرق الأوسط من خلال احتياطيات الغاز الطبيعي المكتشفة في الفترة الأخيرة في شرق البحر المتوسط. ولكن الأهم من ذلك هو أن إسرائيل لديها تكنولوجيا متقدمة. فإضافة لرغبة الصين في دعم تطورها الاقتصادي بالتكنولوجيا هي تحاول أيضاً تطوير التكنولوجيا العسكرية لديها. وفي ناحية مقابلة الصين التي تعتبر قوة اقتصادية هائلة ومتصاعدة تتمتع بأهمية كبيرة لإسرائيل، وتعزيز العلاقات مع الصين سيساهم في تقليص اعتماد إسرائيل على الغرب اقتصادياً وسياسياً. ولهذه الأسباب تعد العلاقات الصينية الإسرائيلية في الفترة الحالية أفضل من أي وقت مضى. من الطبيعي أن تنزعج الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر القوة الحامية والحاضنة لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط من العلاقات المتطورة لإسرائيل مع الصين، وكما كان يحدث في الماضي تواصل الولايات المتحدة اليوم أيضاً الاعتراض على المشاريع التي تنفذها الصين في إسرائيل في إطار مبادرة الحزام والطريق، وهذا يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين. هذه الدراسة تسعى لتناول الآثار السلبية للولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية على العلاقات الصينية الإسرائيلية منذ تأسيس البلدين وذلك من منظور تاريخي.