تقدير موقف

بعد 10 سنوات من انطلاق الثورة السورية: ماهي الرؤيات المتاحة لحل الأزمة؟

مرت في الأيام الماضية الذكرى العاشرة للثورة السورية، تلك الثورة التي بدأت في آذار/ مارس 2011 بمظاهرات احتجاجية، وتوسعت بعد ذلك لتنتشر في أغلب المدن والأرياف السورية، فواجه النظام تلك الاحتجاجات بالقمع على الرغم من سلميتها في تلك الفترة، ودخلت الثورة مرحلة جديدة، وبدأ الحراك المسلح بعد مرور أكثر من سنة على بدء الثورة وسقوط آلاف الشهداء.

على الرغم من مرور عشر سنوات على الثورة السورية لم تستطع الثورة حتى الآن تغيير النظام، ولم يستطع النظام بالمقابل القضاء على الثورة على الرغم من استعانته بقوى خارجية كحزب الله وإيران وروسيا وميلشيات طائفية أخرى.

ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من سيناريوهات مقترحة للحل بسوريا، تلك السيناريوهات تم تقديمها من مختلف الأطراف الفاعلة في الساحة السورية، لكن بعضها كانت أفكار يمكن وصفها بغير الواقعية في ظل الأوضاع الحالية التي تعيشها سوريا، وخاصة في ظل رغبة النظام بإعادة السيطرة على ادلب وباقي المناطق التي تحت سيطرة المعارضة، وبدعم وتشجيع إيراني بشكل خاص، كما يرغب النظام في بسط سيطرته على منطقة شرق الفرات من خلال الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية من خلال منحهم بعض الامتيازات الشكلية بوساطة روسيا.

ويمكن القول إن كل الأطراف السورية فشلت في إيجاد حلٍ حتى الآن، ويعود ذلك لتدخل العديد من الدول التي أصبحت هي صاحبة القرار بهذه الأزمة أكثر من السوريين أنفسهم، وهذه الدول بينها الكثير من القضايا التي تتنافس عليها فيما بينها، وتنافسها ليس فقط في الساحة السورية، وخاصة روسيا والولايات المتحدة، والدول العربية وإيران، وكذلك إسرائيل التي تجنبت أن تكون طرفاً مباشراً في الأزمة السورية، لكنها أصبحت في الفترة الأخيرة من أهم الفاعلين المؤثرين بعد غاراتها المتكررة على مواقع الميلشيات الإيرانية الإرهابية في سوريا، وتستغل كذلك علاقاتها مع روسيا وأمريكا ليكون الحل المستقبلي في سوريا يتوافق مع مصالحها.

فالقوى الفاعلة في الملف السوري حالياً هي التي تحدد مسارات الحل السياسي كجنيف وآستانة وسوتشي، حتى مسار اللجنة الدستورية السورية والتي لم ينتج عنها أي شيء ملموس حتى الآن، وهناك رغبة من روسيا بعدم نجاح عمل اللجنة الدستورية، وفي نفس الوقت لاتريد إلغاء هذا المسار، وتريد كسب الوقت فقط.