مجلة دراسات الشرق الأوسط أبريل / المجلد: 13/ العدد: 2

أرض الميعاد في العقيدة الصهيونية

الصهيونية، هي عبارة عن أيديولوجية بدأت قصتها في الربع الأول من القرن التاسع عشر مع وسميت باسم القدس في العام 1890 . تم بناء فلسفة هذه » روّاد الصهيونية « شخصيات أطلق عليهم الأيديولوجية في خيال توافقي بين المعتقدات الدينية من قبل اليهود الذين تعرضوا لمعاداة السامية في أوروبا الشرقية، واليهود الذين كانوا تحت تأثير التحرر والتنوير في غرب أوروبا. جدير بالذكر أن السبب في كون هذا الخيال توافقيا، هو أن الصهاينة يمزجون العقائد الدينية البحتة لليهودية مثل التي تتناقض بشكل صارخ مع الجدليات السياسية ،» أرض الميعاد، والشعب المختار، ومعتقد المسيح « والعلمانية. بالتوازي مع ذلك، من الممكن تعريف الصهيونية بأنها أيديولوجية سياسية متأثرة بالمعتقدات )ثيوبوليتيك(. هذه الأيديولوجية الثيوبوليتيكية ظهرت في القرن التاسع عشر بهدف خلاص اليهود وتشكيل هوية يهودية جديدة لهم وإنشاء دولة يهودية مستقلة. الصهاينة الذين كانوا يبحثون عن أرض لإقامة دولة لهم، اتفقوا على فلسطين من بين العديد من البدائل. لقد تمسّكوا بعقيدة إيريتس يسرائيل إحدى العقائد الأساسية للديانة اليهودية، وبعبارة أخرى، عقيدة أرض الميعاد وادّعوا أن الله قد وهب فلسطين للعرق اليهودي إلى الأبد. الظروف السياسية كانت في تلك الفترة عاملا مهما في اتخاذ هذا القرار، لكن إيمانهم بأرض الميعاد كان أيضا قوة دافعة لأخذ قرارهم بشأن فلسطين. أبرز الصهاينة وجميع الجوانب الدينية لأرض الميعاد في ،» تناخ « التاريخ العبري المتمركز حول فلسطين في اللاهوت اليهودي، والمشاعر الدينية للشعب اليهودي في هذا السياق، وشكّلوا أفعالهم وخطاباتهم بناء على هذا النحو. الصهيونية التي تعتبر أيديولوجية قائمة على الأرض، وتنشر الدعاية القائلة بأن فلسطين أرض فارغة وخالية من الشعب، استطاعت أن تفتح لنفسها مجالا للعمل في أرض الميعاد،