تحليل التطورات في شرق البحر المتوسط (​​قبرص) في ضوء لعبة الدجاج*

حظيت منطقة البحر الأبيض المتوسط دائما بأهمية خاصة فيما يتعلق بالسياسة الدولية. الصراع على مناطق الصلاحية البحرية في منطقة شرق البحر المتوسط اليوم، يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل خطير. الفاعلون في شرق البحر المتوسط واللاعبون الآخرون الذين لديهم مصالح مختلفة، هم في مواجهة في إطار اللاعبين الرئيسيين في المنطقة وهما إدارة جنوب قبرص الرومية وتركيا. وتتغير توازنات القوى في المنطقة وفق دعم أو عدم دعم هؤلاء للفاعلين الرئيسيين. ومن أجل تقييم هذا الوضع في المنطقة من منظور العلاقات الدولية، كانت نظرية اللعبة مأزق السجين هي المفضلة بشكل عام، لكن تغير الأوضاع في المنطقة مع مرور الوقت أظهر ضرورة ترجيح ألعاب مختلفة من أجل تحليل سلوكيات اللاعبين. وفي هذا السياق، تسعى هذه الدراسة، على عكس الدراسات الأخرى، إلى تحليل التطورات في شرق البحر المتوسط في ضوء لعبة الدجاج. يمكن استخدام لعبة الدجاج في المواقف التي من المحتمل أن تؤدي إلى نتائج مختلفة. يتم استخدام لعبة الدجاج لفهم موقف إدراك التهديد المتبادل والحصول على آراء حول قرارات الفاعلين. وفي هذه الحالة إمّا أن يتعاون الطرفان أو لا يتعاونان ويكون أحد اللاعبين دجاجة والآخر بطلا أو العكس. إن أسوأ احتمال لعدم تنازل الطرفين عن موقفهما هو وضع الصراع على الأجندة. وفي هذا السياق، فإن عدم تراجع الأطراف عن الأطروحات التي تقدمها في ضوء المشاكل المتعلقة بمناطق الصلاحيات البحرية في شرق البحر المتوسط، يوضح أن هذه التطورات يمكن تحليلها في إطار لعبة الدجاج. لذلك، فإن تناول التطورات في شرق البحر المتوسط في ضوء لعبة الدجاج في العلاقات الدولية يشكل الهدف من هذه الدراسة. ونتيجة للدراسة، تم التوصل إلى نتيجة أن لعبة الدجاج يمكن أن تكون نظرية مناسبة من ناحية تقييم التطورات في شرق البحر المتوسط.