مجلة دراسات الشرق الأوسط شهر كانون الثاني / المجلد: 13/ العدد: 1

تحليل ادعاء: لورانس الإفريقي

حاولت كلتا الكتلتين في الحبشة والصومال في شرق إفريقيا خلال الحرب العالمية الأولى، مواصلة غايتهما في توسيع مجالات الاستخبارات والدعاية والمكاسب العسكرية بينهما بشكل متبادل طوال الحرب. أضافت بريطانيا إلى مبادراتها التجسسية التي توصف بالهمسات الأسطورية ادعاء جديدا يتعلق بالحبشة والصومال. ووفق الادعاء فإن الإطاحة بحاكم الحبشة ليج أياسو في العام 1916 عن طريق انقلاب كانت خطة بريطانية. وارتبطت الخطة بشخص يدعى ت. أ. لورانس. الادعاء كان يشير إلى أن لورانس هو من نفذ الخطة. وبناء على ذلك، تم إعطاء عمامة إلى الحاكم الحبشي ليج أياسو كرمزية إلى أنه اعتنق الإسلام، ولورانس هو من أعطاه هذه العمامة، وذلك في الحادثة التي جرت في منطقة هرر. لكن لا يوجد دليل قاطع على أن لورانس جاء إلى هرر في أي وقت أثناء الحرب. بغض النظر عن حقيقة صحة الادعاء، من المؤكد أن ضابطاً برتبة )رائد( اسمه لورانس دخل هرر. من الضروري هنا متابعة التطورات في الحبشة بعناية من أجل فهم الطبيعة المعقدة للادعاء. هذه الدراسة تقدم تحليلا مفصلا حول الادعاء باستخدام المراسلات الرسمية البريطانية في الأرشيف الرقمي لقطر، وملفات السير ريجينالد وينجيت في أرشيف جامعة درم، والأعمال التي تم تأليفها ونشرها في مجال تحليل هذا الادعاء باللغات التركية والأجنبية، والوثائق والتسجيلات التي تم الحصول عليها من الأرشيف العثماني في رئاسة الوزراء.