تقدير موقف

الدور الإماراتي في الأزمة اليمنية: الأهداف، والآليات

لم تشهد العلاقات اليمنية-الإماراتية، حالة استقرار حتى في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بل ظلت في حالة مد وجزر، تبعا للأحداث التي شهدها اليمن والمنطقة، ولم تشهد علاقة البلدين استقرارا نسبيا إلا في أعقاب توقيع اتفاقية تأجير ميناء عدن لصالح شركة موانئ دبي في العام 2008 لمدة 25 عاما قابلة للتمديد لمدة عشر سنوات. كانت تلك الاتفاقية بمنزلة تنازل عن نشاط ميناء عدن المهم بالنسبة لليمن، ضمن مقومات الموقع الجيوسياسي للدولة اليمنية لصالح ميناء جبل علي، الذي أصبح محطة مهمة في خطوط التجارية الدولية.([1])
كما ساهمتالعديد من العوامل التي دفعت الإمارات للانخراط بدور محوري و فاعل في رسم المشهداليمني سواء السياسي فيما يخص المبادرة الخليجية أو العسكري من خلال المشاركة في عمليات عاصفة الحزم، وكان الهدف من ذلك توسيع نفوذها الإقليمي على خطوط إمدادات الطاقة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والعودة إلى ميناء عدن الاستراتيجي، لاسيما بعد إعلان جيبوتي إلغاء عقد الامتياز الممنوح لمجموعة "موانئ دبي العالمية" واستعادة إدارة ميناء دورال، ورغبة الامارات من جهة أخرى في القضاء على قوى الإسلام السياسي (الإخوان المسلمين) التي كان لها دور بارز في الثورة السلمية في اليمن والإطاحة بنظام علي عبد الله صالح.