تقدير موقف

مواقف الرأي العام في العراق من سياسات الكاظمي: بين الأمل والشك والترقب

    يمر العراق حالياً بأخطر مرحلة من مراحل صيرورته التاريخية لحقبة ما بعد الغزو والاحتلال الأمريكي في 2003، فهذا البلد يقف الآن أمام مسارات وخيارات وتحديات صعبة جداً، يمكننا أن نطلق على المرحلة الحالية تسمية (مرحلة تصاعد الأمل واللايقين في آن واحد)، حيث أنه برغم جميع الخطوات التي قام بها رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، والقرارات التي اتخذها، والتي كان لمعظمها أصداء إيجابية في الشارع العراقي، إلا ان عدم التأكد وعدم الوضوح والضبابية، تسيطر حالياً على المشاهد السياسية والأمنية والاقتصادية في الساحة العراقية.

     إذا ما أردنا توصيف الأوضاع الحالية في العراق بكلمات معدودات ستكون (الأمل، الشك، الترقب)، فمن المؤكد ان هنالك تغييرات مهمة تحدث في العراق الآن، ومن الواضح ان أداء السيد مصطفى الكاظمي يختلف عن كل من سبقه من رؤساء الوزراء، ويقيناً أن هنالك شعور بالأمل بدء ينتشر في نفوس العراقيين، بعدما أقدم الكاظمي على خطوات تعد جريئة ضمن قواعد المعادلة السياسية في العراق. ولكن ما هو ليس جلياً إلى أين ستتجه هذه التغييرات؟ ولمصلحة من ستكون هذه التغييرات؟ لمصلحة الشعب العراقي ومطالبه؟ أم لمصلحة القوى السياسية ذاتها التي تتحكم بالمشهد السياسي في العراق منذ 2003؟ بعد أن تعود هذه القوى السياسية إلى المسرح السياسي بشخصيات جديدة وتكتلات سياسية جديدة؟!