تحليل

آمرلي: المدينة التركمانية التي غيّرت مصير العراق

آمرلي هي بلدة تركمانية تقع داخل حدود محافظة صلاح الدين العراقية وهي واحدة من المناطق التركمانية الهامة التي اكتسبت شهرة في العراق بسبب خلفيتها التاريخية وموقعها الجغرافي والأحداث الهامة التي جرت فيها. تقع آمرلي التي يمكن وصفها بالسهل التركماني، في الطرف الجنوبي من مناطق آلتون كوبرو وكركوك و تازه خورماتو و داقوق و طوز خورماتو. ونظرا لموقعها الجغرافي، فإن منطقة آمرلي تتمتع بموقع استراتيجي يربط المناطق التركمانية من الجنوب بالمناطق العربية وبالتالي بالعاصمة بغداد. وتعد آمرلي المنطقة السهلية التي يفضل التركمان بشكل عام الاستقرار فيها في العراق عبر التاريخ.

عاش التركمان في آمرلي وعملوا في مجالات الرعي والزراعة على مدار سنوات طويلة. وإضافة إلى ذلك، بدأ سكانها منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي في التوجه إلى العمل في المؤسسات الحكومية، لاسيما بعد عام 2003. اللغة المستخدمة في منطقة آمرلي هي اللهجة التركية (التركمانية) وهي قريبة جدا من لهجة منطقة بسطاملي وقرى البيات المحيطة بها، ولكنها تختلف اختلافا طفيفا عن لهجات تركمان كركوك وتلعفر وطوز خورماتو.

جدير بالذكر أن سكان منطقة آمرلي يعرفون بتمسكهم بالتقاليد والقيم الثقافية. وترتبط آمرلي التي تقع في منطقة بعيدة عن المدن الكبرى، ارتباطا وثيقا بالعلاقات العشائرية أكثر من المناطق التركمانية الأخرى، باستثناء تلعفر.

عانى أهل آمرلي من الإقصاء والتهميش الذي مورس ضدهم من جميع الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ولغاية وقتنا الحاضر. ففي 29 يناير/ كانون الثاني 1976 قام النظام البعثي السابق بفصل آمرلي (التي كانت إحدى نواحي قضاء طوز خورماتو) عن محافظة كركوك، وإلحاقها بمحافظة صلاح الدين، في نطاق سياسات التغيير الديموغرافي. وبذلك، كانت هناك محاولة لإبعاد تركمان آمرلي، ومناطق تركمانية أخرى، عن التركمان الساكنين في محافظة كركوك.

كما تم اتهام العديد من تركمان منطقة آمرلي خلال نظام البعث بالانتماء إلى حزب الدعوة الإسلامية (الذي كان محظوراً إبان النظام السابق)، وتم إجبار بعضهم على مغادرة البلاد. واعتبارا من عام 2003 حاول تركمان آمرلي أن ينشطوا في محافظتي بغداد وصلاح الدين. وتشير التقديرات إلى أن عدد سكان مركز بلدة آمرلي الذي يتألف بالكامل من التركمان، يزيد عن 23 ألف نسمة. ويشار إلى أن إجمالي عدد سكان البلدة مع قراها يصل إلى أكثر من 45 ألف نسمة. بدأ اسم بلدة آمرلي يتداول ويظهر على الواجهة في العراق بعد عام 2003 بشكل متكرر بسبب الهجمات الإرهابية التي حدثت فيها. واتخذت تنظيمات إرهابية (مثل القاعدة وداعش) جبال حمرين جنوب وغرب وشرق آمرلي قاعدة لها ونفذت مئات العمليات ضد أهالي البلدة. لهذا السبب، تشارك آمرلي نفس المصير مع طوز خورماتو..