تحليل

انضمام قطر والامارات إلى مشروع طريق التنمية: الدوافع والمنافع

الحدث الأبرز في الاجندة الاقتصادية للزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى العراق في يوم 22 نيسان/ أبريل الماضي، هو توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات للتعاون في مشروعي "طريق التنمية" و "ميناء الفاو الكبير". تتضمن المذكرة قيام الدول الموقعة بوضع الأطر اللازمة لتنفيذ المشروعين.

"ميناء الفاو الكبير"، و"طريق التنمية"، هما مشروعان مرتبطان ببعضهما ارتباطا مصيرياً، والجدوى الاقتصادية لكل منهما تعتمد كلياً على انجاز المشروع الآخر. فمن المخطط له أن يكون هذين المشروعين هما العناصر الرئيسة لممر جديد للتجارة والاقتصاد العالمي، يربط بين آسيا وأوروبا، عبر خطوط سكك الحديد وطرق المواصلات الحديثة المزمع انشائها لتمتد من ميناء الفاو الكبير وباقي الموانئ العراقية إلى الأراضي التركية، لتكون الأراضي والموانئ التركية البوابة الجديدة للتجارة الأسيوية نحو أوروبا، انطلاقاً من الموانئ والأراضي العراقية، وبالمثل يكون العراق البوابة الجديدة للتجارة الأوروبية نحو آسيا، انطلاقاً من تركيا.

الحكومتين التركية والعراقية متفاعلتين حالياً بإيجابية وبجدية كبيرة مع مشروع طريق التنمية، وهنالك تصاعد ملحوظ في تبادل الزيارات الرسمية والاجتماعات حول هذا الشأن. رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والمسؤولين العراقيين المعنيين بهذا المشروع يتحدثون بتفاؤل كبير وبثقة حول مستقبل هذا المشروع. السوداني قال خلال مؤتمر "طريق التنمية" في 2023: "نرى في هذا المشروع ركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي، وعقدة ارتباط تخدم جيران العراق والمنطقة، وخطوة مهمة في مسار جهود التكامل الاقتصادي".

الحكومة التركية من جانبها، تتعامل مع هذا المشروع بأهمية كبيرة وحماس منذ انطلاقه، حيث صرح الرئيس اردوغان في منتصف شباط الماضي، من على متن طائرته في رحلة عودته من زيارته لمصر: "هذا المشروع سيصبح-طريق حرير-جديد للمنطقة وسيخدم السلام الإقليمي".

لا شك أن انضمام قطر والإمارات، الدولتان اللتان تتمتعان باقتصادات قوية، إلى الاتفاقات والتفاهمات بين العراق وتركيا حول مشروع طريق التنمية، سيعطي لهذا المشروع زخماً جديداً، ودفعة قوية للأمام في مسارات إنجازه. كذلك فأن هذه الخطوة بددت الكثير من الشكوك التي كانت تثار حول مستقبل هذا المشروع، وزادت من مستوى الثقة بإمكانية إنجازه. فما هي دوافع هاتين الدولتين للانضمام لهذا المشروع؟ وما هي منافع انضمامهما للمشروع؟