تقرير

ماكرون في أرض الرافدين: ماذا يريد الفرنسيون من الشرق الأوسط والعراق؟

يتناول هذا التقرير تحليل الأسباب المباشرة، وغير المباشرة، لزيارة الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون إلى العراق في 2 سبتمبر/أيلول من العام الجاري 2020، وهي زيارة مهمة في توقيتها وأهدافها في ظل التنافس التركي الفرنسي المحموم في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط ومنطقة الساحل والصحراء التي تعدُّ ليبيا إحدى أهم بواباتها الشمالية.

كما يحاول هذا التقرير إستعراض أوجه التنافس الدولي والإقليمي في الساحات السورية والليبية واللبنانية والعراقية، والمحاولات الفرنسية الحثيثة لإنقاذ التنظيمات الكردية المسلحة مثل YPG وPYD، بل والدعم الذي يصل إلى الحد العلني لتنظيم PKK الذي تناهض تركيا منذ ثمانينيات القرن العشرين في حرب ّ أدت إلى مقتل ما يقارب 40 ألف إنسان منذ بدايات هذه الحرب وإلى وقتنا الحالي.

أهمية العراق بالنسبة للإدارة الفرنسية الحالية لا تتوقف عند مسألة التنافس الفرنسي التركي في الشرق الأوسط، بل تتعداه إلى محاولة تحقيق الأهداف الاقتصادية والاستثمارية الفرنسية في بلد تراه مهما من الناحية الاقتصادية لكنه يعاني تمزقًا في ظل الصراع الأمريكي والإيراني على ساحته، وتحاول باريس أن تجد "طريقًا ثالثًا" لإعادة بناء وهيكلة وتقوية الجيش العراقي تحت دعاوى الدفاع عن "سيادة العراق"، ولا يمكن لنا أن نفهم هذه الأهداف الفرنسية في العراق دون معرفة مجريات ومتغيرات العلاقات الفرنسية الأمريكية الحالية، فضلا عما جرى ويجري في مناطق سوريا وليبيا ولبنان بل والعلاقة مع إيران التي تمتاز اليوم بالتقارب والتفاهم والتعاون الواضح.