تحليل

الاتفاق السعودي-الإيراني: محددات النجاح والفشل

اتفقت السعودية وإيران على إنهاء حالة القطيعة الدبلوماسية بينهما والتي دامت 7 سنين، بعد وساطات وجولات محادثات سرية وعلنية احتضنها العراق وعُمان، الأمر الذي أوصل الجانبين وفي تاريخ 10 آذار/مارس 2023 إلى اتفاقية تهيئ الأرضية السياسية لعودة العلاقات طبيعية بين الرياض وطهران، وإعلان الاتفاق وبنوده في الصين التي دخلت كداعمٍ وضامن لما عُرف بـ(الاتفاقية السعودية-الإيرانية).

نصت الاتفاقية ما بين الرياض وطهران على البنود المُعلنة الآتية :

  1. استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
  2. التأكيد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
  3. يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما
  4. تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 17 نيسان/ أبريل2001، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 27 أيار/ مايو 1998.
  5. الحِرص على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي.

وقّع على نص الاتفاقية المستشار الأمني لكلا البلدين، عن المملكة العربية السعودية وزير الـدولـة عضـو مجلـس الوزراء مستشار الأمن الوطني مساعد بن محمد العيبان، وعن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، استجابةً لمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ.

شهِد البلدان -السعودية وإيران- قُبيل توقيع الاتفاقية أحداثا وحربا مباشرة وغير مباشرة "عبر وكلاء"، أزّمت علاقات الطرفين، وكادت أن توصل المنطقة إلى حافة الحرب المباشرة، فبعد إعلان الرياض تنفيذ حكم إعدام رجل الدين السعودي نمر النمر مطلع العام 2016، اقتحم محتجون إيرانيون السفارة السعودية في مشهد وأحرقوا كافة مبانيها، الأمر الذي أدى إلى نشوب أزمة دبلوماسية حادة وصلت إلى حد سحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية وتصعيد إعلامي ما بين البلدين. أما على الجانب الأمني الذي فاقم من وقعِ الأزمة وشدتها، هو قصف إيران لمنشآت أرامكو النفطية عبر حلفائها بالطائرات المسيرة في عمق الأراضي السعودية في أيلول/سبتمبر 2019، فضلا عن قصف ناقلات تحمل النفط السعودي في الخليج العربي وبحر عمان، وضرب أهداف حيوية في مناطق جيزان وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط بالصواريخ الباليستية. بينما كان أغلب الرد السعودي على ميليشيات الحوثي، حلفاء إيران في اليمن، والذين تبنوا حرب الإنابة المعلنة تجاه الأراضي والمنشآت السعودية، وكانت أغلب غارات سلاح الجو السعودي وكذلك التحالف العربي ضد قيادات ومعسكرات ومخازن أسلحة الحوثيين، وكذلك مشاركة غير مُعلنة في ضرب أهداف إيرانية داخل الأراضي السورية.نص البيان متاح على موقع وكالة الأنباء السعودية واس المنشور بتاريخ 2023/03/10 على الرابط: