تحليل

وضع لاجئي تلعفر التركمان ومستقبل تلعفر

كانت تلعفر احدى المناطق العراقية التي تضررت بشكل كبير من جراء استيلاء داعش على اراضي شاسعة من العراق في حزيران/ يونيو من عام 2014 . وتعتبر تلعفر التي هي احدى اهم المناطق التي يقطنها التركمان في البلاد، اكبر قضاء في العراق. وكان عدد نفوس تلعفر مع ضواحيها والنواحي والقرى التابعة لها يبلغ في الفترة التي سبقت استيلاء داعش عليها نحوا من 510 الفا. ويتألف القسم الاعظم من تلعفر التي هي قضاء تابع الى الموصل من المواطنين التركمان، بينما يعيش الاكراد والعرب في بعض النواحي والقرى التابعة لهذا القضاء. على ان ما يقرب من كامل نفوس هذا القضاء اضطروا الى النزوح منه إثر استيلاء داعش عليه، فكانوا اكبر المتضررين من جراء هذا العمل الارهابي.

ولم يستقر التركمان التلعفريون النازحون من موطنهم في بقعة واحدة فقط، بل انهم اضطروا الى النزوح بشكل متفرّق الى شتى محافظات العراق. كما اضطر اكثر من 70 الفا منهم للهجرة الى تركيا. وفيما استقر القسم الاكبر من التلعفريين التركمان الشيعة في مناطق عديدة من جنوب العراق مثل النجف وكربلاء وبابل بالاخص، فان قسما آخر من التركمان السنّة نزحوا الى مناطق دهوك واربيل التابعتين الى حكومة الاقليم الكردي من العراق، واستقر اخرون منهم في محافظة كركوك التي يعيش فيها التركمان بكثافة. بينما اقيم مخيم في كركوك لإيواء النازحين من تركمان تلعفر بدعم ومساعدة من تركيا.

ان سيطرة داعش على تلعفر والتي بدأت في عام 2014 ، انهيت تماما من قبل القوات المسلحة العراقية التي بدأت بعملياتها العسكرية في هذا القاطع بتاريخ 20 اغسطس 2017 واستمرت احد عشر يوما، تحررت تلعفر بعدها من سطوة داعش تماما. وستبدأ بعد هذه المرحلة جهود اعادة اعمار تلعفر وعودة النازحين منها الى مساكنهم. وقامت”اورسام” في هذا المجال بدراسة ميدانية بهدف استقصاء وضع النازحين واللاجئين التركمان واعداد وجهة نظر مستقبلية للموضوع، وخلصت منها الى اعداد التقرير الذي هو الان بين يديكم. ويتضمن التقرير اسباب النزوح والهجرة التركمانية، واسباب اختيار المهاجرين التركمان لتركيا كمحل يقيمون فيه، وتوضيحا لاحتمالات التصالح والسلام والتعاون المشترك او الصراع بين التركمان الشيعة والسنّة في حالة عودة هؤلاء التركمان الى تلعفر، وتمنيات وطلبات التركمان فيما يخص مستقبل تلعفر الاداري والسياسي، ونظرة التركمان نحو داعش، وتحليل آليات التحول نحو الراديكالية، ونظرة التركمان التلعفريين الى الجهات الفاعلة في المنطقة )تركيا، ايران، الولايات المتحدة الامريكية، حكومة الاقليم الكردي، الحشد الشعبي، منظمة بكاكا، داعش، الحكومة المركزية في العراق(. ونأمل ان يظهر هذا التقرير، الذي استند الى المعطيات المستقاة ميدانيا، نظرة جديدة تتعلق بالموضوع، وان يكون ذا فائدة للقراء المهتمين بموضوع التقرير.